حكاية فتاة و نجمة بقلم:ساره الخطيب 0129002271


كلما أتى الليل و أرخى ستوره نهضت تلك الفتاة لتقف على شرفة منزلها متأملة تلك النجمة في الافق البعيد.
ليس كمثلها أي نجمة أحرى تتوهج بريقاً و نوراً و تتألق ، تراقبها تلك الفتاة مراراً ، تراها تتألق بأجمل ألوان الطيف فتخالها تبتسم لها .
تتحدث الفتاة الى تلك النجمة بأسرارها التي في قلبها كانت قد دفنتها، تخال الفتاة تلك النجمة تسامرها و تتحدث اليها.
تتوه في بحرٍ من الغموض فتراها و قد أصبحت فتاةً رائعة الجمال تهبط اليها من تلك السماء البعيدة و النور يشع من حولها، تمسك يداها و ترفعها معها الى السماء العالية تأخذها الى عالم آخر قائلة:"اليوم يا صغيرتي آن الاوان لتري عالمي الخاص، عالم البريق و الصفاء".
و تمضي بها الى حيث تسمع خرير المياه الماسية في السواقي الذهبية، ترى تلك الاشجار الياقوتية الثمار
و الورود الكريستالية المتوهجة .
تسمع سينفونية من ارق الالحان لطيور ملونة الريش لم ترى لروعتها مثيل.
تفرح الفتاة و تنسى أحزانها و تقول لتلك النجمة :"من انت ايتها الجميلة؟"
تجيبها:"انا تلك النجمة التي اعتدت ان تودعيها اسرارك، التي تستمع لآهاتك و تحفظ كلماتك، آن الآوان ان تريني عن قرب و تري عالمي الرائع."
تبتسم الفتاة و تختال في تلك الآفاق جذلى و لكنها تنتبه انه مذ دخلت هذا العالم لم ترَ سوى الاشجار الغريبة الثمار و الفراشات المنيرة الالوان و لم تصادف اي انسان قط ، نظرت حينها الى النجمة متسائلة :"يانجمتي الغالية، اليس هناك وجود لاي أحد غيرك هنا؟
قالت:"بلى توجد الفراشات و الازهار ، الطيور و الحيوانات ، الا يكفيكي هذا كله؟"
"نعم ولكن لم لا يوجد اي بشري هنا؟"
"الآن فهمت قصدك، لا ،لا مكان هنا للانسان الذي يحيل الجمال صحراءً قاحلة و القلوب المحبة أرضاً بوراً".
هيا بنا لاعيدك الى عالمك ذاك ، سوف يبزغ نور الفجر مؤذناً لمملكتي بالاختفاء".
"لا أريد العودة، اريد البقاء هنا معك".
"لا أقدر ان ابقيكي معي ، فأنا و مملكتي نختفي عند بزوغ الفجر في عالمك ليتجدد شبابنا في ليلٍ آخر".
هيا بنا تعالي معي لاعيدك الى عالمك
هبطتا الى العالم الذي اليه تنتمي تلك الفتاة و تركت الفتاة يد النجمة آملةً ان تعود في الليلة القادمة اليها.
و هذا ما كان أصبحت الفتاة كل ليلة تعيش في عالمها الخاص مع نجمتها الجميلة.
****************************************************************
كلما اشتدت بنا الحياة نبني عالما من بلور لنسكنه و يكون لنا ملاذاً، عالمنا الخاص حيث نسكنه من نحب و نلونه كما نهوى.
ملاحظة: لن أكتب قصيدة انعي بها راحلنا الكبير محمود درويش لان قيمته في قلبي أكبر من القصيدة و لو مهما كتبت لن أرقى لمستوى كتاباته .
رحمه الله و اسكنه فسيح جناته.
مع تحياتي: الاميرة الساحرة